أختي الحبيبة ...






اراك قد امضيت ليلك ساهرة تفكرين في هذا و في ذاك....و تمضين يومك مشغولة مع هذا و ذاك.....




اما تعبت ؟؟ اما تعبت من هذه الحياة ؟؟



ماذا جنيت منها غير الحزن و الالم و البؤس ؟



كم ليلة امضيت ها في بكاء عليه بدل البكاء من خشية الله ؟



كم لحظة قضيتها في تفكير فيه بدل طلب مغفرة الله ؟



حبيبتي ، ما هذا و ذاك الا ذئاب بشرية تريد ان تنهش لحمك ، و تنتهك كرامتك ، افترضين ذلك ؟


اترضين ان تكوني سلعة و بضاعة بين يدي من يستحقك ؟ اترضين ان تكوني مضغة في الافواه ؟

فان الاسلام لا يرضى لك ذلك ، و الله لا يرضى لك ذلك

لقد صانك و حماك و كرمك بحجابك كي لا تكوني الا لمن يستحقك ، لمن يطرق بابك بفخر ، و ليس من يواعدك سرا و يملا راسك اكاذيب ووعود.



حبيبتي ان هذا ليس حبا ، و هيهات بين الحب الحقيقي و هذا الكذب المسمى حب .

حبيبتي من يحبك حقا لن يرضى ان تعصي ربك ، و تسيئي لسمعتك ، و تخوني اهلك

من يحبك لن يرغب في مقابلك سرا ، لن يرضى ان يراك دون حجاب ، لن يوافق ان ستحدث الكل عنك

من يحبك سيعمل جاهدا للحصول عليك ، سيفخر بزواجه منك ، سيعلن للعالم انك له و انه لك



حبيبتي



اين انت من الله الذي تعصينه و يسترك ، و تذنبين بحقه و يغفر لك ؟ اما كفاك ما اقترفت من ذنوب ؟؟ فتوبي الى ربك الآن.

اين انت من اهلك الذين وثقوا بك و علقوا آمالهم عليك ، اتضيعين كل هذا من اجل شاب؟؟



اين انت من زوجك المستقبلي الذي سيرى فيك سكينته و اطمئنانه ، اتخونينه منذ الآن و تجعلين نفسك سلعة مستعملة ؟



حبيبتي

عودي لربك

توبي لربك

و استغفريه



حبيبتي ،



امازلت تبحثين عن السعادة في تلك الطريق ؟ فوا الله لن تجديها و لن تقتربي منها حتى ، فان السعادة الحقيقية في رضى الله ، في طاعة الله .



فشقي طريقك نحو السعادة



شقي طريقك نحو السعادة



و من الله معه فمن ضده ؟






و من الله ضده فمن معه؟؟؟؟



أكمل قراءة الموضوع ...

صفات الداعية الناجحة




1- إذا رأت أمراً معوجاً أصلحته بتلطف ، وإذا طلبت حاجة سألتها بتعفف، فالصخب في طلب الحاجات ينبه العداوات.


2- تلقي أخطاء الأخوات في حقها الخاص على نزغات الشيطان لأن الشيطان عدو الإنسان والرب لطيف بالإخوان.


3- تعلم أن مد الجسور إلى أميرات القصور هو بأمر الجماعة وليس بهوى الأفراد.


4- هوايتها جمع الغبار قبل الدينار قال صلى الله عليه وسلم :[ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار].


5- مشفقة منصحة ، تخلط الحلم بالعلم ، والقول بالعمل.


6- تربي أخواتها بصغار العلوم قبل كبارها.


7- هي التي تفرض في رأيها الخطأ وإن رأته صواباً، وفي رأي أخواتها العاملات الصواب وإن ظنته خطا.

8- كالنحلة العاملة لا تأكل إلا طيباً ، وإذا حطت لا تخدش ولا تكسر ، ولها شوكة ولكن للأعداء.


9- تجيد حسن الانتقاء لتقي مجموعتها مصارع أخطاء العفوية و الارتجال.


10- في سباق مع أخواتها إلى الله فإن استطاعت ألا يسبقها أحد فلتفعل.


11- إذا كانت مع الغافلات كتبت من الذاكرات ، وإذا كانت مع الذاكرات لم تكتب من الغافلات.


12- تحسن الظن بأخواتها حتى لا يحصين عليها هفواتها لأن كل ابن آدم خطاء.

13- حماسها للدعوة كحماسها لطفلها المريض ، لا تقر عينها إلا بسلامته عندها.


14- تكون لأخواتها كالأرض الذلول تحتمل الكبير والصغير ، وكالسحاب يظل البعيد والقريب وكالمطر يسقي من يحب ومن لا يحب.


15- لا تجتهد بعد الاتفاق على أمر.


16- تعلم أن الخطأ لا يكون صواباً وإن حسنت النيات.


17- تعلم أن الغاية شرعية ، وأن الوسيلة إليها شرعية والغاية لا تبرر الوسيلة.


18- كلما أنجزت أعظم الأعمال قالت : (اللهم إن الذنب كبير ، والعمل قليل ، ولا أثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين).


19- تصل من قطعتها ، وتعطي من منعتها ، وتعفو عمن ظلمتها ، وتدعو لأخواتها في ظهر الغيب.


20- لباسها الاقتصاد ، ومشيها الاستحياء ، وزينتها النظافة ، صوتها خفيض ، وطرفها غضيض.


21- الخير منها مأمول ، والشر منها مأمون ، صبورة في النوازل ، وقورة في الزلازل.


22- تركت حماس المتهور ، وأخذت حماس المتزن.


23- تعمل بهدوء وتصل قبل الآخرين.


24- خروج روحها أهون عليها من خروجها من الدعوة ، كالسمكة إذا خرجت من الماء تموت.


25- لها نفس تواقة ما وصلت لمنزلة إلا تاقت إلى ما هو أعلى منها، حتى تصل إلى الفردوس.


26- شعارها الوسطية والاعتدال ، كاللبن يخرج من بين فرث ودم.


27- تكون لأخواتها كالأم في الحنان ، وكالنبت في الطاعة ، وكالوالد في السعي ، وكالشقيقة في الصحبة.


28- إذا لم تزد شيئا في الدعوة ترى نفسها كأنها زائدة على الدنيا.


29- لابد أن تكون ضمن مجموعة.


30- تكون كالشجرة إذا أثمرت تواضعت أغصانها ، وإذا جفت شمخت أشواكها.


31- هينة لينة وسمحة قريبة ، تعرف كيف تقول لأخواتها إني أحبكن في الله.


32- منعتها كثرة الواجبات من الوصول إلى لحقها فأعطاها الله كل شيء.


33- لا تأكل الموتى في مجالس الغيبة شعارها :[ فليقل خيراً أو ليصمت].


34- صدرها مخموم وسرها مكتوم وعملها معلوم وقولها مفهوم.


35- إذا قرأت (سورة الغاشية) أخذت من الإبل صبرها ، ومن السماء علوها وصفاؤها ، ومن الجبال قوتها وثباتها ، ومن الأرض ذلتها ، وعلمت أن الله اختارها لرعاية الأجيال لا لرعي الجمال.


36- كنزها الذهبي حسن الاعتقاد ، وإخلاص النية ، وصلاح العمل ، ونور اليقين ، وحلاوة الإيمان، وأنس الذكر ، وبركة الدعوة ، وحيلة الدعاء.


37- رجعية إلى الله تأخرية عن النار ، تقدمية إلى الجنة ، متطرفة الإنفاق,متعصبة الحجاب، إرهابية النقاب ، أصولية المعاملة.


38- أبوها مؤيد وأمها مشاركة ، وأختها ملتزمة وابنها داعية ، وزوجها قائد.


39- تعرف حدها من العلم فتزيد فيه كل يوم ، وتثبته بالعمل والتبليغ.


40- تنمي عندها ثلاثة جوانب : الجانب الإيماني والجانب الثقافي والجانب الدعوي سواء بسواء.


41- مرآة أختها ، فتكتشف الأخت عيوبها كلما نظفت المرآة.


42- لا تتغيب كثيراً عن أخواتها حتى لا تتركهن للسامري وعجل الذهب.


43- تذكر أخواتها بالقرآن ، ولا تسوقهم بالصولجان.


44- تتعلم العلم الشرعي ، لتميز بينه وبين الأهواء.


45- لها في " آسية " زوج فرعون بيان ونور ، " فآسية " تعني طبيبة ، فأنت طبيبة الأرواح، تختارين الجار قبل الدار.


46- تلبس الحجاب عبادة وليس عادة.


47- تخطط البرامج للدعوة وقلبها يطوف بالبيت الحرام.


48- تكون أذنا للأصم ، وعينا للأعمى ، ويدا للمشلول ، ورجلا للكسيح ، وقوة للضعيف.


49- دليلة النساء إلى جوار الله ، وملجأ الدعوة من أول لقاء لها مع أختها المدعوة.


50- هي التي تكتشف عيوبها عند أهل المحاسن ، وليست التي تكتشف محاسنها عند أهل السوء.


51- لا تسخر من شكل مخلوق ولو كان قردا ، لأن الخالق واحد.


52- تعترف بالخطأ ولا تصر على الخطيئة ، لأن الإصرار عليها خطيئة ثانية.


53- همتها عالية تسأل رفقة الأنبياء لا رقعة بيوت الأزياء.


54- لا ترى لنفسها على أحد حقاً ، ولا لها عليهم فضلا إنما الفضل لمن يفتح لها باب الأجر والثواب.


55- جديدة في حياة زوجها ، قديمة على ثوابت دعوتها.


56- تفرق في الأعمال بين الفاضل و المفضول ، والراجح والمرجوح ، والأهم والمهم.


57- يومها خير من أمسها وغدها خير من يومها.


58- الله غايتها ، والرسول قدوتها ، والقرآن دستورها ، والدعوة سبيلها والشهادة في سبيل الله أسمى أمانيها.


59- تدون ما تتعلم وتعلمه.


60- لها عملان عمل خاص وعمل عام ، الخاص تربي به نفسها وتعرف مرحلة الدعوة، والعام تدعو به أخواتها وتربيهم.


61- لا تشمت بالمصائب ، ولا تذكر المعايب ، ولا تضار بالجار ، ولا تضيّع من في الدار.


62- تحسّن الحسن وتشجعه وتهوّن القبيح وتعرض عنه.


63- تحاسب نفسها قبل أن تحاسب ، وتزن أعمالها قبل أن توزن.


64- تقبل النصيحة ، وتعين عليها ولو كانت من هدهد أو نملة.


65- عندها فقه الدعوة , فما يتحقق بالتلميح لا ينال بالتصريح.


66- تتابع أحداث عصرها وقضايا أمتها ، ثم تدعو بفهم ووعي وإدراك.


67- لا يمنعها حياؤها من طلب الحق والعلم النافع.


68- فصيحة اللسان ، ثابتة الجنان ، قوية الإيمان.


69- تدعو إلى رب معلوم في أسمائه وصفاته ، وتطلب العلم من منابعه وأصوله.


70- تحرص على دراسة القرآن والسنة المطهرة ، والسيرة العطرة.


71- تشارك في الجمعيات النسائية الصالحة لتصلح المجتمع النسوي.


72- متفوقة في دراستها ، مثل الشامة بين أخواتها ، تختار التخصص الذي ينفع بني جنسها.


73- تستشير الأخوات فتضيف إلى عقلها عشرات العقول بدون مقابل.


74- تستعين على قضاء حوائجها بالكتمان.


75- تخلص عملها لله حتى يصبح حامدها و ذامها في الحق سواء.


76- الأدب عندها خير من الذهب.


77- استغنت عما في أيدي الناس ، فاحتاجوا إليها.


78- هي التي تقتنص الفرصة ، لأن الوقت لا يعود.


79- تنزل الأخوات منازلهم ، وتقدر أقدارهن ، وتنسب إلى كل ذي فضل فضله.


80- تقدم مصلحة عامة المسلمين على مصلحتها الخاصة.


81- تعلم أن مخالطة الأخوات والصبر على أذاهن خير من العزلة.


82- تسع الناس بأخلاقها لا بأموالها ، لأن المال ينفذ والخلق باق.


83- تعمل من العمل أخلصه وأصوبه ، تريد به وجه الله وتتبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


84- تعلم أن مصلحة الدعوة تفرضها الدعوة ، وليس الأوهام والهوى.


85- تحب كل من يدعو إلى الله على نور وبصيرة وتلتزم بأقرب المجموعات إلى الخير،وتقول التي هي أحسن.


86- ميزانها في الدعوة لا إفراط ولا تفريط.


87- لا تعاتب ، ولا تطالب ، و لا تطعن ولا تلعن.


88- تعمل مع أخواتها بشعور من تلقى بهم الله.


89- لا تتكبر على مربيتها في الدعوة ولو شعرت أنها أقل منها.


90- تحذر من الثناء المطلق على الطواغيت وإن بدا منهم بعض الخير.


91- أوثق عرى الإيمان عندها الحب في الله والبغض في الله.


92- هي التي لا تنظر في مسيرتها إلى أول الطريق فتعجز ، وإنما تنظر إلى نهايته ، التي كتبت عليها : { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف:128].


93- لا تتبنى الأفكار الشاذة ، ولا تتناجى بها مع الأخوات فتتسبب في انشقاق الصف.


94- عندها الذاتية والمبادرة إلى فعل الخيرات ، والنهوض بأهل الخير.


95- تكثر من الاستغفار بعد كل عمل دعوي ، وتحسن مع الله الابتداء ليكرمها الله بحسن الختام.


96- تتألف البعيدة , و تربي القريبة , و تداري القلوب.


97- تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها.


98- عرفت الحق فعرفت أهله.


99- إذا قرعت فقيرة بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل فأحسنت إليها.


100- تعلم أنها بأخواتها, فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن.


101- لا تنتظر المدح في عملها من أحد إنما تنظر في عملها هل يصلح للآخرة أم لا يصلح؟.


102- إذا رأت أختا مفتونة لا تسخر منها فإن للقدر كرات.


103- ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة و الجهاد في سبيل الله بعيدا عن الأهل و البيت.


104- تجعل من بيتها مشعلا صغيرا تنفع به الدعوة و المحتاجين.


105- تعطي حق زوجها كما لا تنسى حق دعوتها.


106- تعرف في أخواتها أوقات النشاط و أوقات الفترة , فتعطي كل وقت حقه.


107- غنية بالدعوة فلا تصرح و لا تلمح بأنها محتاجة لأحد.


108- تعلم أن المال قوة فلا تسرف في طلبها لكماليات المنزل.


109- تمارس الدعاء للناس, و ليس الدعاء عليهم.


110- إذا نامت أغلب رؤاها في الدعوة إلى الله, فإذا استيقظت جعلت رؤاها حقائق.


111- تطيب حياتها بالإيمان و العمل الصالح لا بزخارف الدنيا.


112- عرفت الله فقرت بها كل عين, و أحبتها كل نفس طيبة, فحملت إلى الناس ميراث الأنبياء.


113- لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق.


114- تكون دائما متأهبة للقاء الله و إن نامت على الحرير و الذهب.


115- لا تأسف على ما فات و لا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا , و لو أعطيت ملك سليمان لم يشغلها عن دعوة الله عز وجل طرفة عين.


116- تعرف متى تزور و متى تزار, ومتى تتكلم, و متى تستمع, و لا يولد أطفالها الإزعاج للآخرين.


117- لها في كل عبادة نصيب, و في كل سهم مغنم.


118- هي في عين نفسها صغيرة, وفي أعين الناس كبيرة.


119- إذا افتقرت تصدقت, و إذا جاعت أطعمت, و إذا تعبت صلت.


120- أحوالها أبلغ من أقوالها, فالأخوات يتأثرن بالأحوال قبل الأقوال.


121- تحتاط لنفسها في مجالس النسوة, و هي صادقة في أخلاقها.


122- لا تسمع الغناء و لا تطرب له, فقد أغناها الله بالقرآن,و بما يستحسنه النبيصلى الله عليه وسلم من الشعر الإيماني.


123- تجتهد في استخدام اللغة العربية في حديثها من غير تفصح و لا تكلف.


124- إذا اشترت شيئا ثمينا لا تتحدث به أمام الأخريات, فلعل بينهن فقيرة ينكسر قلبها.


125- لا تكلف الأخت الجديدة ما لا تطيق فتتسبب بنفورها.


126- لا تعتبر زوجة العالم عالمة, و لا ابنة العالم أو أخته, لأنها مواهب من الله.


127- تعلم أن مناهجنا حبر على ورق إن لم تحييها بروحها و حسها و ضميرها و جهدها.


128- تصوغ المناهج التربوية من واقع الدعوة فهي لا تنشأ من فراغ, و لا توضع في فراغ.


129- إذا تعثرت أختها في الله فلتقل لها أعطني يدك , فإن أبت فلتقل لها خذي يدي, فالنتيجة واحدة.


130- تدخل السرور على أبناء الشهداء و من توفي من الدعاة بين الحين والحين.


131- تحسن التحضير و إعداد الدروس و تتدرب على ذلك بإلقائها على الأهل و الأصدقاء.


132- تقرأ القرآن و تفسيره و الحديث و معناه, و تجعل معظم وقتها في طلب الفقه.


133- تبحث علن الوسائل الجديدة المشوقة في تبليغ دعوتها,و لكن في حدود الشرع.


134- تعلم أن حربنا إعلامية, فإن استطاعت أن تخوض المعركة في حدود الشرع فلتفعل.


135- تشارك بقلمها في الجرائد و المجلات الإسلامية , و تقوم بإهدائها للأخوات.


136- تصبر على سفر زوجها و غيابه في سبيل الله أو طلب العلم و الرزق.


137- تسعى على تزويج أختها في الله, و لا تهدأ حتى يتم لأختها ذلك.


138- إذا خطبها الرجل المؤمن الصالح فلا ترده بحجة انتظار المجاهد أو الملتزم.


139- لا ترفض الزواج بحجة التفرغ للدعوة, فقد نهى الإسلام عن التبتل و الرهبانية.


140- تعتني بالطفل المسلم فتجعل له برنامجا عاما يناسبه, فيه ما ينفعه و يفيده.


141- تجعل أسبوعا للأخت المسلمة, و تشارك فيه جميع الأخوات في مؤتمر إسلامي نسائي.


142- تستضيف أخواتها في الدعوة من خارج بلدها, للتناصح و تبادل الخبرات.


143- لا تستسلم للمشاكل, و لا يحد كثرة الأولاد من نشاطها, و لا يزيدها العمر إلا قوة وثبات.


144- تربي أطفالها على العزة و الشجاعة و البطولة و الطموح.


145- تشهد صلاة الجمعة مع النساء, و تحقق في كل جمعة تعارفا جديدا و مكسبا للدعوة.


146- تحذر من اتهام أو تزكية الهيئات أو الأشخاص أو الجماعات فلا تبني حكمها على ما يقوله العوام بل لا بد لها من دليل يقره الشرع.


147- تصوم النفل, و تقوم الليل بإذن زوجها و صلاتها في بيتها خير.


148- دعوتها في غرفة نومها حسن عشرتها لزوجها,و مع أخواتها حسن الصحبة, و مع أرحامها حسن الصلة و التسامح.


149- إذا لم يرزقها الله زوجا فلها في الدعوة إلى الله خير سلوان.


150- لا تحزن إذا لم يرزقها الله الولد, فالخير فيما اختاره الله.


151- كلما كان أثرها في الدعوة كبيرا فسيكثر أحبابها في الله, كما سيكثر حسادها و تروج عنها الإشاعات.


152- تحسب لكل قول أو عمل ألف حساب, و ذلك لأنها لا تمثل نفسها, بل تمثل دعوتها.


153- يتفرغ بعض الدعاة و الداعيات لمحاربتها, بسبب اختلاف وجهات النظر, أو هوى النفوس, أو الغيرة,و كل هذا لا يضرها إذا اتخذت العفو سبيلا.


154- تعطي أخواتها الفرصة للعمل معها و الإبداع و التخطيط في حقل الدعوة و تفرح لذلك.


155- لا تتضايق إذا اقتحم عليها أخواتها أوقات راحتها أو خلوتها في محرابها.


156- تحسن تقسيم العمل على أخواتها فيخف الحمل عليها.


157- إذا تعثر عليها العمل فلتعلم أنما ذلك لذنب سبق,وعليها أن تلزم الاستغفار.


158- تعلم أن للأخوات فروقا فردية متباينة و عليها أن تراعي ذلك.


159- عليها هداية الدلالة و ليس عليها هداية التوفيق, فهداية التوفيق بيد الله.


160- تحرص على الصدق و تلقين الحق و خاصة مع الجديدات من الأخوات.


161- تصبر على أختها خلال إصلاح عيوبها و لا تتعجل بالحكم عليها في عدم صلاحيتها للدعوة.


162- إذا كلفت إحدى الأخوات درسا أو عملا للدعوة فلا تهملها فيصيبها الإحباط , بل تشجعها و توجهها بلطف.


163- تقنع أخواتها أن لا غنى لهن عن التربية الدعوية, لأنها عبادة و دين.


164- تنقي أخواتها من ظاهر الشرك و باطنه و تطارد صغيره و كبيره, حتى تقضي عليه.


165- تدعو إلى رفع راية الجهاد في سبيل الله, لإعلاء كلمة الله ضد الكافرين و المستعمرين.


166- تتزود في أيام المنح و العافية لأيام المحن و الابتلاء.


167- لها مذكرة تدون فيها المنعطفات الحادة في حياة الدعاة, لتتوقى أسباب الفتنة.


168- تدرس مشكلات الدعوة و الداعية, و تحاول أن تضع لكل مشكلة حلولا, و تجهز الدواء قبل الداء.


169- لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين.


170- لا تجعل كبيرات السن في الدعوة يشعرن بأن الدعوة قد استغنت عنهن بل ترسم لهن برنامجا يناسب ظروفهن.


171- لا تفرح إذا صارت مسؤولة النساء كما لا تحزن إذا فاتها ذلك, لأنه أمانة ثقيلة في الدنيا و الآخرة.


172- لا تسأل أي منصب في الدعوة, و لا تشعر بأنها مظلومة لو لم تعطها الدعوة ذلك المنصب.


173- تنقل الأخوات من الكون إلى مكنونه من المخلوق إلى خالقه.


174- تعلم أنها لبنة في صرح عظيم, و لن تكون هي الصرح كله.


175- تصطفي من أخواتها كما اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر و عمر و عثمان و علي .


176- لا تجعل هفوات كبار الدعاة حجة لأخطائها فقدوتها محمد صلى الله عليه وسلم.


177- تحرص على توطيد علاقتها مع شقيقاتها و أشقائها في البيت و الأسرة, و أعظم حق تقدمه هو دعوتهم إلى الله عز وجل.


178- لا تشتري و لا تقرأ الكتب التي تفرق الصف و تمزق الجماعة و تفسد ذات بين المسلمين.


179- تحتفظ بأوراقها الخاصة, فلا تبعثر بين الناس بما يضرها و يضر دعوتها.


180- تعلم أنه ليس كل ما يذكر يقال و ليس كل ما يسمع يشاع.


181- تحرص على حرق و إتلاف كل ما يضرها و دعوتها و يضر أهل بيتها.


182- ترسخ أسس الإسلام و أركانه في قلوب الأخوات, ثم تبني بعد ذلك.


183- تسأل الله دائما أن يزين لها عمل الدعوة, و يلقي عليها الأنس و الرضا.


184- تحفظ كثيرا من الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة, و الحكم و أقوال كبار الدعاة, وتعرف متى تستشهد بذلك.


185- لا تشترك في الجمعيات المشبوهة ذات التخطيط الباطني, و إن بدا لها في أول الأمر أنها لا غبار عليها.


186- تحرص عند بناء بيتهم أن تذكر زوجها ببناء غرفة واسعة لدروس الأخوات.


187- تحرص على إعداد المربيات من الأخوات, و لولا ملكة النحل ما انتظمت الخلية.


188- تهيئ لأخواتها في بيتها مكتبة للدعوة و جميع الوسائل المعينة على البحث و التأليف.


189- تعود أخواتها الحفاظ على ممتلكات الدعوة و صيانتها من التلف.


190- عندها الذاتية الإيمانية و التي من خلالها تترجم الإيمان بالجنان إلى عمل بالأركان.


191- تجعل همها و جهدها في التغيير العام الشامل للمجتمع, التغيير في الأفكار و العقائد.


192- تعترف بخطئها و لكنها منتبهة إلى أخطاء الأعداء الذين سيصعدون خطأها ليغطوا على أخطائهم.


193- تطرد وساوس الانفصال,فلكل عمل وسواس يدعوها إلى حب البروز, و يزين لها الانفصال و تكوين جمعية جديدة.


194- تحرص على إظهار قوة الجماعة و مدى إمكاناتها, و كثرة من انضم إليها من كبار الدعاة, و المفكرين.


195- تربي أخواتها على العمل في حدود الإمكانيات و مدى الاستطاعة, على ضوء سنن الله و الأخذ بالأسباب.


196- إذا اختلفت مع مجموعتها تخرج بأدب و تنسحب بهدوء, و لا تنشر الغسيل فهذا من صفات المنافقين.


197- لا تعطي العهد و الطاعة للظالمين, و لا ترضى إلا بحكم رب العالمين.


198- تسير بدعوتها بسرعات ثلاث: سرعة الاستيعاب, و سرعة التخطيط, و سرعة التنفيذ.


199- تكون على إحاطة تامة للسلبيات و الإيجابيات و تحسب لكل سلبية حسابها و تستفيد من كل إيجابية.


200- تعلم أن أهدافها و غاياتها ليست كأهداف و غايات الناس اليوم؛ فهموم كثير من الناس لا تتعدى مصالحهم.


201- متيقنة بأن كل عمل يراد به وجه الله يزيد و يثمر, و كل ما سواه حابط و خاسر.


202- تعلم أن من أسباب تفرق الجماعات: نسيانها أو تعطيلها للعلم الشرعي و إتباعها مناهج أخرى.


203- إذا وجهتها الدعوة إلى تخصص دراسي يخدم دعوتها في حدود الشرع, فعليها أن تطيع و تضحي لأجلها.


204- تعلم أن كل منهج لا يرتكز على أصول الإسلام لا يؤدي إلى النجاح.


205- تخلص لكل الهيئات الإسلامية من أهل السنة و الجماعة, و تحاول التقريب بينها.


206- تربي أخواتها على النضج و الوضوح في الإجابة الصحيحة المنبثقة من الفهم السليم.


207- تربي أخواتها على التوازن التام بين العقل و العاطفة.


208- كلما فترت أخواتها عن الدعوة بينت لهن ضرورة الالتزام بالدعوة و الجماعة.


209- تربي أخواتها على إحياء كليات الإسلام و جزئياته.


210- تعرف عقلية الإنسانة التي تخاطبها و على ضوء ذلك يكون الخطاب و تكون الدعوة.


211- لا تغفل عن الخدم في البيت و تحرص على تنشئتهن على معاني الإسلام و أخلاقه.


212- تؤهل أبناءها في مرحلة ما قبل البلوغ بكل ما يلزمهم للقيام بحق الله في مرحلة البلوغ.


213- تهيئ أبنائها نفسيا و جسديا للجهاد و تحتسبهم لإعلاء كلمة الله.


214- تحذر أخواتها من تعميق النظرة التشاؤمية في شأن الإسلام.


215- تلتقط كل صغيرة و كبيرة فيما يخص موضوع المرأة, و تقوم بتوصيل ذلك لمن له قدرة في التأليف لإعداد كتيبات دعوية.


216- لا تحرك الغل الساكن في صدور البشر, و تحافظ على غطائه الإيماني الذي يهدئه.


217- ترسم لها و لأخواتها جدولا يوميا أو أسبوعيا محددا لجميع الطاعات و الفرائض.


218- تحذر من أن تأخذها العزة بالإثم عند النقاش و الجدل.


219- تحث أخواتها على حفظ سورة الكهف و تحرص على قراءة معانيها .


220- تحفظ مع أخواتها سورة تبارك و تقرؤها كل ليلة؛ فهي المنجية من عذاب القبر.


221- تحفظ مع أخواتها جزء عم كله لما فيه من سور تربي على حسن العقيدة.


222- تحفظ مع أخواتها سورة الحجرات و تقرأ تفاسيرها و تتحلى بأخلاقها.


223- تدرس مع أخواتها سورتي الأنفال و براءة و تقف معهن وقفات إيمانية و تحذر من صفات المنافقين.


224- تدرس مع أخواتها كتاب الأربعون النووية و تحفظ الأحاديث و تحرص على نشر معانيها.


225- تدرس مع أخواتها فقه الصلاة و الزكاة مع التطبيق العملي لهذا الفقه.


226- إذا مر عليها حديث صحيح لم يقبله عقلها فلا تتعجل برده, بل تسأل أهل الذكر من أهل السنة و الجماعة.


227- إذا مر بها حديثان بدا لها أنهما متعارضان فلا تتعجل بردهما, بل تبحث في أقوال العلماء حتى تجد ما يوفق بينهما.


228- لا تستهين بمن تخالفها الرأي أو وجهة النظر أو الفهم بل تدعوها إلى الحكم الراجح باحترام.


229- إذا ذكرت قولا فيه حكمة و تبين لها أن صاحبه كافر فإنها تبرأ إلى الله منه.


230- تدرس مع أخواتها كتاب رياض الصالحين و شرحه.


231- تحرص مع أخواتها على مدارسة الكتب القديمة ففيها من النور و العلم الغزير.


232- إذا أرادت أن تنتصر لنفسها فلترد ما قيل عنها و لا تسرف في العبارات النارية.


233- تعلم أخواتها الاتصال الفردي و تطلب من كل أخت أن تضيف إلى الدعوة أختا جديدة.


234- عليها مهمة تحصين الأسرة المنزلية و الأسرة الدعوية من أثر الفرق الهدامة والمناهج الضالة.


235- تبني في أطفالها و أخواتها تعظيم الماضي الإسلامي و أن الحاضر لا يمكن بناؤه إلا على الماضي العظيم.


236- لا تفرح كثيرا عندما يعلن مفكر كبير إسلامه؛ لأن هذا هو نوع من الإستشراق الجديد لتحطيم الإسلام بالإسلام بل تصبر و تتابع سيرته بعد إسلامه.


237- إذا خطبها الخاطب و فيها ما يمنع استمرار زواجها من عيوب شرعية فلا يجوز لها السكوت عن ذلك.


238- تحذر من عقدة بعض المسلمين و هي أنهم إذا التفتوا إلى الكفار ابتسموا و تلطفوا, وإذا التفتوا إلى الدعاة عبسوا و عنفوا.


239- تثبت لله عز وجل من الصفات ما أثبه لنفسه و ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم دون تعطيل أو تشبيه بالمخلوق.


240- توحد الله في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته.


241- لا يجوز لها أن تتزوج بكافر بحجة هدايته أو دعوته.


242- لا يحل لها مصافحة الرجال الأجانب لأن مس المرأة للرجل الأجنبي فتنة.


243- تحترم المعلمات في مدارسهن و لا يجوز التنابز بالألقاب.


244- تشجع زوجها على الجهاد في سبيل الله.


245- لا تطيع الأنظمة التي تأمر بإلقاء الحجاب الشرعي و لو أدى ذلك لبعض الأذى.


246- تحذر أخواتها من ارتياد الأماكن التي تكثر فيها المعاصي و يجاهر بها.


247- إذا سجن الطغاة زوجها تصبر حتى يفرج عنه.


248- إذا غلبها الحزن و البكاء و أرادت التنفيس عن الهم و الكرب فلا يكون ذلك أمام الأطفال.


249- تعلم أن هذه الوصايا بعضها كالغذاء, و بعضها كالهواء و بعضها كالدواء, فلتأخذ منها حاجتها و تستعين بالله على فهمها.


250- تحرص على تدريس أخواتها هذه الوصايا و على شرحها, و تحويلها إلى عمل و سلوك يومي, و الدعاء لمن كتبها.



أكمل قراءة الموضوع ...

أفكار للداعيات

الداعية الصامتة.. لماذا ؟


الذي أعرفه عنك أنك تملكين شيئاً من العلم وفصاحة اللسان، فلماذا الصمت والحياء..

نعم الحياء لا يأتي إلا بخير ولكن ليس هاهنا..

وليس معنى الحياء ألا تشارك الداعية في كلمة طيبة تلقيها على أخواتها المسلمات. قال تعالى: { وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } (53) سورة الأحزاب

فاحذري أن يصيبك العجز والخور...

سأذكر لك ما يحرك كوامن الخير في نفسك.

.. ألا ترين أهل الباطل يتسابقون إلى باطلهم ويتنافسون فيه فهؤلاء الراقصات العاريات يتفانين في عملهن وهؤلاء الممثلات والمغنيات الداعرات يبذلن الغالي والرخيص في أعمالهن ولا يستحين من الله ولا من خلقه.

هذا وهن على باطل..!

فلماذا نستحي نحن أهل الحق.

أختي الداعية الصامتة..

إن كل واحدة منا على ثغرة في الإسلام عظيمة فاحذري أن تؤتى

هذه الثغرة من قبلك..

خوضي مجالات الحياة الكثيرة، فإن التفت يمنة أو يسرة وجدت عالماً تائها يمد يديه إليك لكي تخرجيه من الظلمات إلى النور بإذن الله...

عند حضورك أي درس أو محاضرة..

فمن الأفضل أن تصطحبي معك ورقة وقلما وتقومين بتسجيل الأفكار الرئيسية كرؤوس أقلام.

وعند العودة إلى المنزل تكونين داعية بين أهلك، فتبلغين الوالدة المسكينة والأخوات الضعيفات بما من الله عليك من علم خلال الدرس الذي حضرتيه أنت وحرمن هن فائدته فلا تبخلي عليهن فالأمر مهم.

هل فكرت أن تضعي لك دفتراً خاصاً تلخصين فيه موضوعات أعجبتك من بعض الأشرطة أو الكتب القيمة..

وبالتالي تقدمينها أنت دروساً لأهلك وزميلاتك وأقاربك أو الجيران ونحوهم.
هل أنت؟

ممن من الله عليهن ببعض العلم الشرعي؟ إذا كان جوابك نعم، ألا ترغبين أن تكوني خليفة رسول الله لمصلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله؟

لا شك أن جوابك سيكون نعم.

إذأ فاجعلي من بيتك مركز دعوة لله عز وجل، اختاري يوماً في الأسبوع أو يومين في الشهر حسب ظروفك..

أقول: اجعلي هذا اليوم مجلساً للذكر وحبذا لو كان يجمع العلم أيضاً، اجمعي فيه جيرانك وأقاربك من ذوي الأعمار المتقاربة واقطفي في هذا المجلس من ثمرات العلوم الشرعية المختلفة، فمن حفظ قرآن وتفسير إلى عقيدة وهدي نبوي..

ولا تنسي يا أختاه أن تنشري الشريط الإسلامي بين الحاضرات وأن توزعي ما نفع من الكتيبات.

وحاولي يا أخية أن تقصري هذا الاجتماع على المشروبات وابتعدي فيه عن التكلف والتبذير، لأن الناس عندما يقومون بزيارة بعضهم يملأون البطون ويتركون العقول فارغة وكما لا يخفى عليك فإن لمجلس الذكر طابعه الخاص وهو الاستفادة من كل الوقت لأنه عادة ما يكون وقته قصيراً.

أختاه كوني هينة لينة الجانب واعلمي أن أعينهن معقودة عليك فلا تريهم منك القبيح والله يسدد خطاك. وها قد قدمت لك الفكرة فهل تعملين؟ أم إن الأمل طويل..

أقول لك: ابدئي فقط وسترين تيسير الله بعد ذلك.

لا تنسي إعمال النية في كل صغيرة وكبيرة

فالأعمال إما لك إن حسنت نيتك

وإما عليك إن فسدت نيتك

وإما هدر إن لم تصاحبها نية حسنة أو سيئة

وهل ترضين أن تذهب ساعات عمرك الغالية هكذا هدرا لا لك ولا عليك.،.

إذاً فلا بد أن تتفطني لإعمال النية في جميع أمورك مهما دقت حتى تصبح حياتك كلها عبادة بينما أنت تمارسين حياتك اليومية.

* تذكري أنه يصعب إرضاء الناس كلهم في وقت واحد..

وأن ذلك يكون أكثر صعوبة في طريق الدعوة واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك أما رضا رب الناس فهي غاية تدرك بإذن الله، من أجل ذلك لا تضيعي وقتك وتفوتي فرص الخير عليك وعلى الآخرين من أجل إرضاء فلان أو فلانة من الناس، بل اعملي واستعيني بالله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت

وبعد العمل الصحيح الموافق للسنة والصدق مع الله لا يضرك من خالفك فما الدنيا إلا سحابة صيف عن قريب تقشع.

لا تنظري إلى عملك بين الأعمال فتقعدك نشوة الطاعة عن الأعمال الأخرى كما ينبغي ألا تـثبطك قيود المعاصي عن العمل الدعوي، بل انفضي عنك سريعاً غبار المعاصي واغتسلي بماء التوبة وعودي بهمة أعلى واجعلي هم الإسلام في قلبك واغرسيه غرساً، وليكن خروج روحك من جسدك أهون عليك من أن تخرجي من الدعوة إلى الله.

* اطلبي العلم في منزلك، فقد قال تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} (14) سورة محمد . وقال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: "العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته " قالوا: كيف ذلك؟ قال: "ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره " فتكونين بهذه النية وبهذا العمل من المجاهدات في سبيل الله لنشر دينه.

حسناً نحن متفقات! على أهمية طلب العلم الشرعي، فلا يعقل أن تكوني داعية بلا علم، فالذي يجهل الشيء كيف يدعو إليه.

فإن قلت ما الطريقة المعينة على ذلك؟

وما الكتب المناسبة التي أحتاجها وبماذا أبدأ؟

بالنسبة لكتب العلم فقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله

عن الكتب التي ينصح بها طالب العالم فأشار إلى عدة كتب نذكر منها:

في العقيدة:

1- كتاب "ثلاثة الأصول ".

2- كتاب " القواعد الأربع ".

3- كتاب "كشف الشبهات ".

4- كتاب "التوحيد" للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.

5- كتاب "شرح العقيدة الطحاوية" لأبي الحسن علي بن أبي العز- رحمه الله- وقد قام الدكتور محمد آل خميس- جزاه الله خيراً- باختصاره وسماه "شرح العقيدة الطحاوية الميسر".

في الحديث:

1- كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.

2- كتاب "سبل السلام شرح بلوغ المرام " للصنعاني.

3- كتاب " الأربعين النووية" لأبي زكريا النووي رحمه الله تعالى.

في الفقه:

1- كتاب "زاد المستقنع " للحجاوي. وقد قام فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين- حفظه الله- بشرحه وتوضيح مسائله وذلك في كتابه القيم "الشرح الممتع على زاد المستقنع ".

التفسير:

1- كتاب "تفسير القرآن العظيم " لابن كثير- رحمه الله تعالى-.

2- كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.

السيرة:

1- كتاب "زاد المعاد" لابن القيم رحمه الله.

كما أن هناك طريقة مقترحة لطلب العلم في المنزل، وهو أن تحضري الكتاب الذي عزمت على دراسته ثم تحضري شرحاً مسجلاً له على شريط لأحد العلماء الأفاضل فتبدئي بالدراسة من الكتاب والاستماع من الشريط وكأنك تجلسين في قاعة محاضرات بإحدى الجامعات الإسلامية، ثم تقومين بتدوين بعض التعليقات والفوائد على جوانب الكتاب أو في دفتر خاص وبذلك تكونين درست الكتاب الذي أرديه على أحد المشايخ.

مثلاً: في العقيدة:

ترغبين في دراسة كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى..

حسناً أحضري الكتاب واشتري من التسجيلات أشرطة شرح كتاب التوحيد مثلاً لفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك- حفظه الله تعالى - واستمعي يومياً إلى شريط واحد، وهكذا الكتب الأخرى فبعضها لها شروح مسجلة على أشرطة تساعدك كثيراً وتسهل عليك طلب العلم الشرعي.

مثال آخر: في الحديث:

ترغبين في دراسة كتاب "رياض الصالحين " للإمام النووي رحمه الله تعالى، أيسر طريق لذلك أن تطلعي على شرح ميسر وواضح للكتاب يعينك على فهمه، فقد قام فضيلة الشيخ محمد العثيمين حفظه الله بهذه المهمة الجليلة في كتاب رائع أسماه "شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ".

ولا يخفى عليك أن كتاب "رياض الصالحين " من أوسع الكتب انتشاراً وأكثرها تداولاً لأنه كتاب تربوي وللمكانة العلمية التي احتلها مؤلف الكتاب بين العلماء.

إذاً فأنت أحوج إلى فهمه من غيرك فإنه خير معين لك على تربية نفسك وتربية الآخرين كداعية، فلا يفوتك الاستفادة من شرحه وفهمه بطريقة صحيحة، ألا ترغبين أن يرفعك الله؟ {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة .

كتاب الله... هو ديدنك ترددين آياته مع أنفاسك وتتعطرين بجميل ذكره، فلك الحظ الوافر من حفظه، والنصيب الأكبر من تلاوته.

كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين

أختاه: في طريقك إلى الله قد تعترضك هموم وأحزان فمن يشرح صدرك ويذهب حزنك؟ إنه القرآن...

فاحرصي يومياً على تلاوة جزء منه، وستجدين سعة الصدر والانشراح إضافة إلى البركة في الوقت والتوفيق للعمل الصالح، اللهم اجعل القرآن العظيم الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا.

* ثم يا أخية هناك أمر مهم في دعوتك للآخرين...

فلا بد أن تؤيدي كلامك ببعض الآيات النورانية، فقد ثبت أن الكلام المزين بالآيات والأحاديث له تأثير أكبر في النفوس من الكلام الخالي منهما، اعترف بذلك كثير ممن هداهم الله فيما بعد، ولن يتحقق لك ذلك إلا إذا كان لك نصيب من حفظ كتاب الله، فهذا باب واسع للدعوة.

أو على الأقل حفظ الآيات التي تتعلق ببعض الأحكام الشرعية وحفظ بعض آيات الترغيب والترهيب، هذا أمر مهم ولا بد منه حتى يكون أساسك الدعوي أقوى كما لا تنسي أن تحفظي بعض الأحديث والأشعار والحكم والتي تؤدي نفس الغرض وتجعلك أثر ثباتاً واطمئنا أثناء دعوتك ومناقشتك مع الآخرين.

وهكذا كلما قويت حصيلتك من العلم والحفظ والحكمة كلما كانت النتائج أفضل بإذن الله.
*******
أختي الداعية.. رددي معي هذا الدعاء { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي}

نعم أنت بحاجة كبيرة لانشراح الصدر، فهذه سيماء الدعاة الصالحين لأنك وأنت على الطريق قد تصابين بحالات حزن شديد خصوصاً عندما ترين أقرب الناس إليك في ضلال وهم لا يستجيبون لنصحك وتوجيهك فتصيبك حسرة شديدة بسبب الخوف عليهم.

والله سبحانه قد نهانا عن شدة الاغتمام والحزن على من لم سيتجيب لله وللرسول مهما كان حبنا لهم وقربهيم لنا {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } (8) سورة فاطر {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (6) سورة الكهف لأن الحزن الشديد قد يسبب حالة اكتئاب تؤدي إلى عدم رغبة الداعية في عمل أي شيء مما يفوت مصالح عظيمة، قد يترتب عليها فيما بعد هداية من تحبهم.

كما أن الحزن الشديد قد يتسبب في أمراض عضوية كارتفاع لضغط، وتوتر الأ عصاب والإجهاد المستمر، وأمراض الجهاز لهضمي ونحوها.

وفي حالات الاكتئاب الشديد قد يصل الإنسان إلى الرغبة في حياته والعياذ بالله، فحافظي يا أخية على هذه النفس الثمينة التي وهبك الله إياها واغتنميها في عمل الصالحات والتقرب إلى الله ولا تدعيها تذهب من بين يديك هكذا حسرات على من لم يستجب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم { فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء َ} (8) سورة فاطر {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (129) سورة التوبة

* هل تعلمين أن " النصرة والتأييد " هما أيضاً من أساليب الدعوة الهامة، قال صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله .... الحديث " (رواه مسلم). فالمؤمن مأمور أن ينصر أخاه، وأحق الناس بالنصرة والتأييد هم الدعاة والداعيات والعلماء الأخيار، فالنصرة يا أخية أسلوب دعوي ناجح قد لا تكلفك في بعض الأحيان أكثر من كلمة تأييد إذا رأيت أختاً لك في الله تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر وقد تكون النصرة أيضاً بمشاركتها في الحديث والاهتمام بما تقوله وحث الآخرين إلى حسن الانصات والاستفادة منها.

مثل هذه الأمور قد تعتبرينها بسيطة ولكنها في الحقيقة أمور أساسية تحتاج إليها كل داعية عندما تقوم لإلقاء كلمة في اجتماع نسوي مثلا، فهي تحتاج لمن يؤيدها وينصرها ويحث الأخريات على الهدوء وحسن الاستماع، فتكونين بذلك عملت بوصيته صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك... " كما يجب أن تحذري من تخذيل المسلمة عن الدعوة إلى الله بحجة أن جهودها لن تثمر وأن هناك من سبقها ممن هو خير منها ولم يفلح.

(فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لا يخذله... " والتخذيل كما هو معلوم من

صفات المنافقين، نسأل الله السلامة.

فلا هم يعملون ولا هم يفرحون بأن هناك، من يسد ما تقاعسوا عنه بل غاية شغلهم التثبيط والتخذيل عن العلم والتعليم والدعوة،فمن التخذيل للمسلم أن تتحدث الداعية بكلمة مفيدة ثم تجد أثناء حديثها أن ممن يفترض أنهن يعنها على الدعوة لما أوتين من العلم والفهم هن أكثر الناس تخذيلاً لها حيث ينشغلن عن حديثها بأحاديث جانبية ويشغلن معهن معظم من في المجلس، بل ربما خرجن إلى مجلس آخر لاستكمال أحاديثهن عن الدنيا والتي لا تنتهي أبدا ولو لمدة نصف ساعة فقط لذكر الله عز وجل يكتبن فيها من الذاكرات لله ويعن غيرهن للاستفادة من مجلس الذكر بجلوسهن وحسن استماعهن حيث لانضباط أثناء مجلس الذكر يساعد على الخشوع فيثمر بإذن الله، بعكس الفوضى التي تقتل روح الخشوع فيفقد مجلس الذكر كل معانيه ‍!

أليس هذا من التخذيل الذي يضعف النشاط عند الداعية؟ إذاً فلنعمل بقوله صلى الله عليه وسلم : "أنصر أخاك " فانصري أختك الداعية إلى الله حتى تعمنا جميعاً بركة هذه النصرة، وحتى لا ندفن تحت تراب الغفلة بسبب تركنا نصرة الأخيار وتأيدهم، فالجزاء من جنس العمل.

أكمل قراءة الموضوع ...

~~الثمرة الثالثة~~

الثمرة الثالثة

المسارعة إلى الخيرات، والرغبة في نيل الأجر العظيم: حيث أثنى الله –عز وجل- على أهل الدعوة وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ قال الشوكاني –رحمه الله-: «فلا شيء أحسن منه، ولا أوضح من طريقه، ولا أكثر ثوابًا من عمله». ومن أعظم ممن يبلغ كلام الله –عز وجل- وأوامره ونواهيه، ويبلغ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور

أكمل قراءة الموضوع ...

~~الثمرة الثانية ~~

الثمرة الثانية

التقرب إلى الله –عز وجل- امتثالاً لأمره الذي أمر به: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل: 125].

قال ابن القيم –رحمه الله-: «جعل الله -سبحانه- مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق. فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق، ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة وهي: الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن.

أكمل قراءة الموضوع ...

عيد الحب

أكمل قراءة الموضوع ...

رسالة إلى مهمومة

الحمد لله تعالى ولي الصالحين، رب العالمين، ومجيب دعوة الداعين، والصلاة والسلام على صفوة المرسلين، وقدوة الناس أجمعين وعلى الآل والأصحاب أقمار الدين وزينة المتقين :







هذه رسالة أرسلها... إلى كل من أحاطها الملل في حياتها، وسكن القلق عيشُها في صباحها ومسائها


أرسلها... إلى كل من بارت عليها الحيل وضاقت بها السبل


أرسلها ... إلى كل من فنيت آمالها ، وأوصدت الأبواب في زمانها


أرسلها ... إلى كل من ضاقت عليها الأرض بما رحبت، وضاقت عليها نفسها بما حملت


أرسلها ... إلى كل من تربى في فكرها الوساوس، وزاد في منسوب عيشِها الدسائس


أرسلها ... إلى كل من ذاقت طعم الهم ، وتجرعت كأس الغم


أرسلها ... إلى كل من اضطربت مشاعرها ،واحترّت أعصابها


أرسلها ... إلى كل من تأخر عليها الفرج ، ويأست مِن من بيده مفاتيح الفرج


أرسلها ... إلى كل من لامها اللائـــــــمين ، وعذلها العــــاذلين


أرسلها ... إلى كل عاطلة عن العمل ، وذاقت طعم الملل والكسل


أرسلها ... إلى كل من واجهتها الصعاب، وترعرع في نفسها راسب الاكتئاب


أرسلها... إلى كل من خافت من المستقبل ، وانزعجت من كابوس الماضي


أرسلها... إلى كل من أصيبت بعاهة في جسدها، وأصيبت بالقرحة ومرض القلب وكل مرض نغص عيشُها


أرسلها ... إلى كل من عانت وعانت من جفاء وقسوة ولدها


أرسلها ... إلى كل من عانت وعانت من جفاء وقسوة والدها


أرسلها ... إلى كل فتاة صدرها أضيق من سمِّ الخياط


أرسلها ... إلى كل شابة تصرمت حياتها بين كل ذنب وحرام ، وفقدت الأنس بالعليم العلام


أرسلها ... إلى كل شابة عاشت بين صفحات الاكتئاب، وضاقــــــت عليها الأحوال من كل باب


أرسلها ... إلى كل فتاة أحسَّت بالعنوسه، وفقد الزواج


أرسلها... إلى كل امرأة انهار زواجها ، وفقدت حلاوة العيش ونعيم الزواج


أرسلها ... إلى كل فتاة لم تنعم بالحياة ، ولم تتلذذ بطعم الإيمان


إليكم أيها المسلمات... إليكم هذه الرسالة طرزتها بالود والوفاء، جملتها بكل مايزيل العناء بإذن العليم العلام....


ياالله ... ياالله ... ياالله ...






ولقد ذكرتك والخطوب كـــواحِلٌ *** ســودٌ ووجهُ الدهــــرِ أغــبرُ قــاتِمُ


فهتفت في الأســـحار باسمكِ صارخاً *** فإذا مُحيا كُـــلَّ فَجـــرٍ بَاسِـــمُ






ياالله .. قلت وقولك الحق {قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب}


ياالله .. قلت وقولك الحق {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر}


ياالله.. قلت وقولك الحق {أليس الله بكاف عبده}






مهما رسمنا في جلالك أحرُفاً *** قُدسيةً تشــدو بها الأرواحُ


فلأنت أعظمُ والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تَنداحُ


أيتها المهمومة :


بقربي تعالي .. وسبِّح المُتعالِ..


أيتها المهمومة :


... افهمي ما أقول ، وترجمي كل ما تقرأينُ على أرض واقعك ، وليكن لديكِ وعياً في هذه الحياة،ولا تُصيُّرُكِ التوافه إلى الحضيض، وحققِ السعادة في دنياك وآخرتك .


أيتها المهمومة :


اصبري وما صبركِ إلا بالله ،


استقبلي المكارة برحابة صدر....


استقبلي الهموم والغموم بقوة وشجاعة تناطح السحاب ....


فهل أوجد العلماء


وهل أوجد الحكماء والأطباء


حلاً للأزمات والمصائب غير الصبر؟!


صبري يا مهمومة فالله يقول { اصبروا وصابرو }


اصبري يا مهمومة فالله يقول {اصبر وما صبرك إلا بالله }


اصبري يا مهمومة فمحمد صلى الله عليه وسلّم يقول ( إن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم )


اصبري مهما داهمتكِ الخطوب


اصبري مهما أظلمت أمامكِ الدروب


فإن مع العسر يسر....


وإن مع الكرب فرج....
أيتها المهمومة :


من الذي يفزع إليه المكروب


من الذي يستغيث به المنكوب


من الذي تصمد إليه الكائنات


إنه الله لا إلـــــه إلا هو


حقٌ علي وعليكِ أن ندعوه في الشِّدة والرخاء


حق علي وعليكِ أن ننطرح على عتبات بابه سائلين .... باكين ....ضارعين.... منيبين


{أمن يجيب المضطر إذا دعاه }


الله قريب


الله سميع


الله مجيب


يجيب المضطر إذا دعاه


يا مهمومة


يا مهمومة


يا مهمومة


يا مغمومة ...


مُدّي يديكِ ....


ارفعي كفيكِ ....


اطلقي لسانكِ....


أكثري من طلبه ....


بالغي في سؤاله ....


ألِحّي عليه ....


ألزمي بابه ....


انتظري لطفه ....
أيها المهمومة :


إذا أصابكِ مايُهِمُّكِ ....


ونزلت عليكِ النوازل ....


وأصابتكِ الملمات ....


وقهركِ الرجال ....


وفشلتِ في الأعمال ....


فلا تغضبي ....


ولا تجزعي ....


ولا تنهري أهلكِ....


ولا تشتكين على أحد....


ولا تجعلي شدّة المصيبة على أبيكِ أو على ولدكِ أو على أخيكِ أو على بيتكِ


ولكن قولي


الحمد له ...


قولي


الشكر لله ...


قولي


قدر الله وما شاء فعل....


ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ، إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها


وقال محمد فصلي على محمد /


عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابتها سرا شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
إذن


استسلمي للقدر ....


لا تتسخطي ....


لا تتذمري ....


اعترفي بالقضاء والقدر....


وليهدأ بالكِ ....


ولا تقولي لو أني فعلت كذا لكان كذاو كذا ولكن قولي قدر الله وما شاء فعل ....


أيها المهمومة :


قد يكون همكِ بسب فراغك القاتل أوالعطالةِ عن العمل ...


ولكن ....


تذكري نعمة الله عليكِ


يكفيكِ أنكِ مسلمة ....


يكفيكِ انكِ مؤمنة ....


يكفيكِ أنكِ تصلين ....


يكفيكِ أن حواسَّكِ غير معطّلة ....


يكفيكِ الأمنَ والأمان ....


يكفيكِ أنكِ قادرة على العمل وإن لم تتيسر لكِ ظروف العمل ....


يكفيكِ انكِ في صحة وعافية دائمة....


فانظري لمن ملك الدنيا بأجمــــــــــعها


هل راح منها بغير القطن والكفن


أيها المهمومة :


سوف أدلكِ على واسطة تحقق لكِ كل ما تريدين....


ولكن إذا نويتِ الدخول عليه
فتهيأي تهيأًً كاملا والتزمي بالشروط التي يجب إحضارها إليه من أجل أن يقبل ما عندكِ


ثم بعد ذلك


أدخلي عليه
فهو يفتح أبوابه لكِ كل ليل لكي يقبل طلبات المحتاجين....


ثم أرسلي له برقية مباشره بينكِ وبينه حتى تخرجين من عنده بثقة كاملة في الحصول على المطلوب وصد قيني أن هذا الواسطة سوف تحقق لكِ من طلبكِ إحدى ثلاث أشياء ....


من هو هذا الواسطة لكي نذهب إليه هذه الليلة ....
إنه ملك الملوك....


إنه رب الوزراء ....


إنه إله الرؤساء....


إنه الله ....


إنه الله ....


إنه الله الذي أمره بين الكاف والنون ....


{إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}


فاستعدي قبل الدخول عليه سبحانه عز وجل ....


فرغي قلبكِ من الشهوات ....


والتزمي بشروط إجابة الدعاء....


فإن الله لا يقبل من قلبٍ غافلٍ لاه ....


حققي شرط أكل وشرب الحلال....


فأنى يستجاب لآكل الحرام


بعد ذلك أدخلي عليه لوحدكِ في ظلمة الليل ....


أدخلي عليه في ذلك الوقت الذي ينام فيه أهل الوساطة الذين نتعلق بهم....
ولكن...
ما نام الذي ما تنام عينه ....


ما نام الحي القيوم ....


يقول للعباد ....


يقول للشابات ....


يقول للنساء....


هل من سائلٍ فأعطيه ....


....هل من داعٍ فأستجيب له....


هل من مستغفر فأغفر له ....


نعم أليس الله سبحانه فرج الكرب عن أيوب ..


أليس الله سبحانه ألان الحديد لداود ..


أليس الله سبحانه فلق البحر لموسى ..


أليس الله سبحانه جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ..


أليس الله سبحانه شق القمر لمحمد ..


لا إله إلا الله
سافر الناس يتوسطون بالناس ونسو رب الناس ....


لا إله إلا اله
في هذا الوقت قدمي ما لديكِ على ربكِ ....


ادعِ ربكِ ....


ناديه ....


اسأليه....


استغفري منه ....


استغفري منه ....


استغفري منه ....


ثم إذا فرغتِ من دعائكِ له ،فإنكِ سوف تفوزين بإحدى ثلاث أشياء


إما أن يحقق لكِ طلبك ....


وإما أن يدِّخر لكِ يوم القيامة بشيء أفضل بكثير وكثير مما تطلبينه في هذه الدنيا ....


وإما أن يدفع الله بهذا الدعاء بلاءً ينزل ُ عليكِ من السماء....


إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بها الصــدر الرحيب


وأوطنت المكاره واطمــأنـــت *** وأرست في أماكـــنــها الخطـــوب


ولم تر لانكشاف الضر نفعا *** وما أجدى بحيلته الأريـــــــب


أتاك على قنوط منــك غوثٌ *** يمُنُّ بها اللطيف المستجـــيب


وكل الحادثات وإن تنـــاهت *** فموصــول بها فرج قريب
أيها المهمومة :


أذا ضاق صدركِ ....


وصعب أمركِ ....


وكثر مكركِ ....


وأظلمت في وجهكِ الأيام ....


فعليكِ بالصلاة....


عليكِ بالصلاة....


عليكِ بالصلاة....


{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }


سبحان الله الصلاة هي مستشفى تداوى البشر من السقم وتشرح الصدر من الهم والغم


،فكان الرسول في المهمات العظيمة يشرح صدره بالصلاة ،


وكان العظماء يحاطون بالنكبات ،فيفزعون إلى الصلاة ، فيفرج الله عنهم .






أيها المهمومة:


اعلمي....


ثم اعلمي ....


ثم اعلمي....


أن قلة التوفيق....


وفساد الرأي ....


وخفاء الحق ....


وفساد القلب ....


وإضاعة الوقت ....


والوحشة بين العبد وبين ربه ....


ومنع إجابة الدعاء ....


وقسوة القلب ....


ومحق البركة في الرزق....


وحرمان العلم ....


ولباس الذل ....


وضيق الصدر ....


وطول الهم....


والابتلاء بقرناء السوء ....


تنشأ


وتتولد


.... .. من المعصية والغفلة عن ذكر الله ........


فالله الله في ترك الذنوب ....


الله الله في ترك الذنوب ....


فالله الله في ترك الذنوب ....
كلنا نعرف الحلال و الحرام ....


ولكن السعيدة


من فعلت الحلال وتركت الحرام


والشقية منا


من فعلت الحلال وفعلت الحرام


فتوبي إلى الله وارجعي إليه واسمعي الآيات التي تقوي من رجائكِ،وتشد عضدك ، وتزرع في النفس التفاؤل وعدم القنوط قال الله {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }


وقال الله {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}


وقال الله {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيما}


أيها المهمومة :


إن سِرَّ أسباب راحة البال ....


وهدوء الجنان....


هو الاستغفار ....
يقول ابن تيميه :


إن المسألة لتغلق علي ،فأستغفر الله ألف مره ، أكثر أو أقل فيفتحها الله علي .


قال لله تعالى :{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيم }
أيها المهمومة :


أبشري باللطف الخفي ....


أبشري بالأمل المشرق....


أبشري بالمستقبل الحافل....


فقد آن أن تداوين شككِ باليقين ....


قدآن أن تقشعي عنكِ غياهب الظلام بفجر صادق....


آن أن تقشعي مرارة الأسى بحلاوة الرض....


أبشري أيتها المهمومة .. بصبح يملؤكِ نورا ..


أيها المهمومة ....اطمئني فإنكِ تتعاملين مع اللطيف بالعباد والرحيم بالخلق .
أيها المهمومة.... اطمئني فإن العواقب حسنه ،والنتائج مريحة ، والخاتمة كريمه


لمعت نـارهم وقد عسـعـس الليــ ــل ومل الحادي وحار الدلـيـل


فتـأملتـها وفكـري مــن البـيـ ــن عليـل وطـرف عيــني كليـل


وفــؤادي ذاك الفــؤاد المعــنى وغــرامي ذاك الغــرام الدخيل


وسـألـنا عن الوكــيل المـــرجى للـملمات هــل إلـيه سبيل


فوجــدناه صاحـب المـلك طـرا أكـرم المجــزلين فرد جليـل
أيها المهمومة:


هدئي أعصابكِ بالإنصات إلى كتاب ربكِ ، أنصتي إلى تلاوة ممتعه حسنه مؤثره من كتاب الله تسمعينها من قارئ جيد حسن الصوت ، أو اقرئي كتاب الله العظيم الذي هجره بعض الناس ، اقرئي هذا الكتاب ، وتدبريه ورتليه ، فإن ذلك يفضي على نفسكَِ


السكينة


والراحة
والطمأنينة
قال تعالى/


الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب
هذه رسالتي بإختصار


أرجوا أني قد عالجت بهذه الرسالة ولو بشيء بسيط من همكِ ....


يامن هو عالم بالسرائر ....


يامن هو مطلع على مكنونة الضمائر....


فرَّج همَ المهمومين من المسلمين ....


وفرج كرب المكروبين ....


إنك على كل شيء قدير....
أكمل قراءة الموضوع ...

مراتب الدعوة

تعريف المراتب لغة واصطلاحًا:


مراتب جمع مرتبة والمرتبة هي : الـمَنْزِلةُ. وفـي الـحديث: من مات علـى مَرْبَتةٍ من هذه الـمَراتِب، بُعِثَ علـيها؛ الـمَرْتَبة : الـمَنْزِلةُ الرَّفِيعةُ؛ أراد بها الغَزْوَ والـحجَّ،ونحوهما من العبادات الشاقة (1).

المراتب في الاصطلاح هي : الدرجات (2).

ومراتب دعوة غير المسلمين هي الدرجات التي يتبعها الداعي في دعوته لغير المسلمين بحسب ما تقضيه الأحوال.

وقد أطلق ابن القيم مراتب الدعوة على كيفيتها(3) وامتداد مكانها (4) وعلى هذا فالدعوة لابد أن تكون مرتبة بأسلوبها وبانتشارها كما أن الإعلام بالدعوة قد يكون سريا وقد تكون جهريا وهذه مرتبتي الإعلام ، وكذلك طريقة الاتصال قد يكون اتصال مباشر وغير مباشر ، وقد تتوالى هذه بحسب أو تختلف بحسب حاجتها ، وكذلك قد يكون الاتصال فرديا وقد يكون جماعياً ، فقد تتوالى تلك المرتبتين أو تختلف حسب الحاجة .



فمراتب الدعوة لغير المسلمين تكون كالتالي :



أولاً : الترتيب الكيفي ( الأساليب ) :

وهو مايتعلق بأسلوب الدعوة فلا بد من مراعاة هذا الجانب لتأليف قلوبهم إلى الإسلام وتحبيبهم له والأصل في ذلك قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (5) قال ابن القيم رحمه الله تعالى : جعل الله مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعى بطريقة الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب والمعاند يجادل بالتي هي أحسن(6).

والمتبع لسيرة المصطفى يجد أنه اتبع هذه الأساليب مع المسلمين وغيرهم كما سيأتي بيانه, وهناك مراتب أخرى خاصة بغير المسلمين وهي أسلوب المباهلة والأساليب الفعلية كالقتال والإجلاء فمراتب الأسلوب لغير المسلمين تكون كما يلي :



1 ـ القول اللين :

فقد أمر الله موسى ـ عليه السلام ـ عندما أرسله إلى فرعون بأن يقول له قولا ليناً قال تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (7) "والقول اللين هو الكلام الدال على معاني الترغيب والعرض واستدعاء الامتثال ، بأن يظهر المتكلم للمخاطب أن له من سداد الرأي ما يتقبل به الحق ويميز به بين الحق والباطل مع تجنب أن يشتمل الكلام على تسفيه رأي المخاطب أو تجهيله ………. ومن اللين في دعوة موسى عليه السلام ـ لفرعون قوله تعالى: {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} (8) وقوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} (9)



وكذلك في دعوة إبراهيم ـ عليه السلام ـ ويظهر ذلك في دعوته لأبيه في قوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} . (10)



قال الشيخ الفخر الرازي : واعلم أن إبراهيم عليه السلام رتب هذا الكلام في غاية الحسن لأنه نبه أولاً على ما يدل على المنع من عبادة الأوثان ثم أمر باتباعه في النظر والاستدلال وترك التقليد ثم نبه على أن طاعة الشيطان غير جائزة في العقول ثم ختم الكلام بالوعيد الزاجر عن الإقدام على ما لاينبغي ثم أنه ـ عليه السلام ـ أورد هذا الكلام الحسن مقرونا باللطف والرفق فإن قوله في مقدمة كل كلام :{ يَا أَبَتِ } دليل على شدة تعلق قلبه بمصالحه.(11) قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : وقد أمرنا الله باتباع ملة إبراهيم ، فمن اتباع ملته ، سلوك طريقه في الدعوة إلى الله بطريق العلم والحكمة ، واللين والسهولة ، والانتقال من رتبة إلى رتبة ، والصبر على ذلك ، وعدم السآمة منه ، والصبر على ما ينال الداعي من أذى الخلق ، بالقول والفعل ، ومقابلة ذلك بالصفح ، والعفو ، بل بالإحسان القولى والفعلى .(12)



2 ـ الوعظ والنصح :

يقصد بالوعظ : الأمر بفعل الخير وترك الشرّ بطريقة فيها تخويف وترقيق يحملان على الامتثال، (13) وأما النصح فهو : الدعاء إلى ما فيه الإصلاح والنهي عما فيه الإفساد. (14)



وقد أمر الله بأن تكون الدعوة بالوعظ ، والمتأمل لدعوة الرسل كان يغلب عليها جانب الوعظ , وقد اشتملت الكتب السماوية جميعها على الموعظة ، ودل القرآن على ذلك بآيات كثيرة. (15)



ويرى بعض العلماء أن الوعظ خاص بالإنكار على المسلمين ، منهم الشيخ أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ حيث قال : الوعظ يكون لمن أقدم على الأمر ،وهو عالم بكونه منكراً ، أو فيمن أصر عليه بعد أن عرف كونه منكراً ، كالذي يواظب على الشرب ، أو على الظلم ، أو على اغتياب المسلمين. (16)



قلت : من خلال الأمثلة التي ذكرها الشيخ أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ يفهم أنه قصر الوعظ على الإنكار على المسلمين ، والصحيح عدم قصره عليهم فقط بل يعم الكافرين ، وذلك لعدة أوجه:



الوجه الأول : أن الله سبحانه وتعالى سمى القرآن موعظة وهو مليء بالمواعظ ، وقد أرسل به الرسول - صلى الله عليه وسلم - على قريش وقد كانت أمة كافرة تعبد الأصنام قال تعالى : {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } (17) قال الزمخشري: أي قد جاءكم كتاب جامع لهذه الفوائد من موعظة وتنبيه على التوحيد ، شفاء أي: دواء لما في صدوركم من العقائد الفاسدة، ودعاء إلى الحق ورحمة لمن آمن به منكم.(18)

قالت الباحثة : فإذا كان الخطاب موجهاً للناس جميعاً ومنهم الكافرون أو كان لقريش خاصة ، وقد سمي موعظة فدليل أن الكافرين يدعون بالوعظ ، كما أن الوعظ هنا في التوحيد ، والتوحيد يخاطب به أيضاً الكافرون .



والوجه الثاني : أن الله تعالى قد خص سورة هود في أن فيها موعظة للكافرين وتذكره لللمؤمنين ، لشمولها على أحوال الأمم السابقة المكذبة لرسلهم ، فعندما قص قصصهم قال تعالى : - في آخر السورة - {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (19) قال الطبري : وجاءك موعظة تعظ الـجاهلـين بـالله وتبـين لهم عِبره مـمن كفر به وكذّب رسله. وتذكرة تذكر الـمؤمنـين بـالله ورسله كي لا يغفلوا عن الواجب لله علـيهم. (20) وقال القرطبي : الموعظة ما يُتّعظ به من إهلاك الأمم الماضية، والقرون الخالية المكذبة؛ وهذا تشريف لهذه السّورة؛ لأن غيرها من السّور قد جاء فيها الحقّ والموعظة والذّكرى ولم يقل فيها كما قال في هذه على التّخصيص. (21)



والوجه الثالث : خطاب الله سبحانه وتعالى للكافرين بالوعظ في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} (22) فالله سبحانه وتعالى أطلق على هذا الخطاب وعظاً وهو موجه لكفار قريش وفي هذا الخطاب يطالبهم بالتفكر والتأمل ليثبت لهم عكس ما ادعوه .



والوجه الرابع : إسلام عثمان بن مظعون عندما سمع أجمع آية في القرآن في الوعظ ، وقد أطلق الله سبحانه وتعالى عليها وعظاً وهي قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (23) عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قال : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم- بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَكَشَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( ألَا تَجْلِسُ ) قال : {بَلَى } قال : فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَقْبِلَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ سَاعَةً إِلَى السَّمَاءِ فَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ فَتَحَرَّفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ جَلِيسِهِ عُثْمَانَ إِلَى حَيْثُ وَضَعَ بَصَرَهُ وَأَخَذَ يُنْغِضُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَسْتَفْقِهُ مَا يُقال : لَهُ وَابْنُ مَظْعُونٍ يَنْظُرُ فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ وَاسْتَفْقَهَ مَا يُقال لَهُ ، شَخَصَ بَصَرُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السَّمَاءِ كَمَا شَخَصَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَأَتْبَعَهُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فِي السَّمَاءِ فَأَقْبَلَ إِلَى عُثْمَانَ بِجِلْسَتِهِ الْأُولَى قال :{ يَا مُحَمَّدُ فِيمَ كُنْتُ أُجَالِسُكَ وَآتِيكَ مَا رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ كَفِعْلِكَ الْغَدَاةَ }قال :( وَمَا رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ ؟ ) قال : رَأَيْتُكَ تَشْخَصُ بِبَصَرِكَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ وَضَعْتَهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ عَلَى يَمِينِكَ فَتَحَرَّفْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَنِي فَأَخَذْتَ تُنْغِضُ رَأْسَكَ كَأَنَّكَ تَسْتَفْقِهُ شَيْئًا يُقال لَكَ قال : وَفَطِنْتَ لِذَاكَ قال عُثْمَان ُ : نَعَمْ ، قال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ آنِفًا وَأَنْتَ جَالِسٌ( قال : رَسُولُ اللَّهِ ؟ قال : ) نَعَمْ (قال : {فَمَا قال لَكَ ؟ }قال : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (24) قال عُثْمَانُ : فَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَرَّ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِي وَأَحْبَبْتُ مُحَمَّدًا ) (25) (26)



ومن الوعظ الحسن الترغيب بتعريفهم بفضل إيمانهم فالأجر لهم مضاعف عن أبي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( ثَلَاثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -.....الحديث ).(27 )



3- المجادلة :

هي دفع القول على طريق الحجة بالقوة ..... وتكون حقا في نصرة الحق وباطلاً في نصرة الباطل.(28)

والأصل فيها قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(29)والأمر هنا لم يخصص لذا فتكون المجادلة للمسلمين وغير المسلمين ، ولكن تختلف لغيرالمسلمين باختلاف المدعوين .



أ : مجادلة مدعي الربوبية:

كما جادل إبراهيم وموسى ـ عليهما السلام - ، النمرود بن كنعان وفرعون مصر ففي جدال إبراهيم قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (30)



وفي جدال موسى عليه السلام لفرعون: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ(27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}. (31)

والهدف من هذه المجادلة هو قطع حجتهم وإفحامهم وإثبات عجزهم .



ب : مجادلة منكري الربوبية:

ويكون الجدال معهم لإثبات قدرة الله على الخلق والتدبير والملك والإحياء والإماتة ومن ذلك قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (32)



جـ : مجادلة أهل الكتاب:

وقد استطر القرآن الكريم في هذه المجادلة ومن ذلك الدعوة إلى كلمة سواء وهي لا إله إلا الله قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. (33)



4 ـ الغلظة :

وتكون الغلظة بالقول وبالفعل وهذا الأسلوب يستخدم مع من دعي بالأساليب السابقة وعاند وجحد ومن هذه الأساليب .



1 ـ المباهلة :

المُبَاهَلَةُ الملاعنة و الابْتِهَالُ الاسترسال في الدعاء والتضرع فيه .(34)

وقد بين القرآن والسنة كيفية المباهلة مع اليهود والنصارى كما يلي :



أ : مباهلة اليهود:

لقد كان اليهود يزعمون أنهم شعب الله المختار ، وأنهم وحدهم الفائزون بمغفرة الله ورضوانه ، وأنهم ليس لغيرهم من الأمم في الآخرة عند الله نصيب ، كما في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (35) وقوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (36) وقد نقض الله تعالى تلك الدعاوى الباطلة بقوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (37) (38) فكانت المباهلة بالموت لأن الحياة عندهم عزيزة عظيمة لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت . (39) فامتنعت اليهود من إجابة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لعلمها أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها. (40)



ب : مباهلة النصارى:

وقد جاءت دعوة النصارى إلى المباهلة عندما قدم وفد من نجران فجعلوا يحاجون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية : {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (41)



في صحيح مسلم ، َلَمَّا نَزَلَتْ هٰذِهِ الآيَةُ. دَعَا رَسُولُ اللّهِ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَناً وَحُسَيْناً فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هٰؤُلاَءِ أَهْلِي». (42)

وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا قَالَا: إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ: لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَ: قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ. (43)



2 ـ التهديد :

يكون التهديد إما بالقول أو بالفعل :



أ ـ التهديد بالقول:

إما بالوعيد بجزاء الفعل في الآخرة كقوله تعالى: (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) (44) وكما في تهديد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهرقل الروم : ( فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ ) (45) الأريسيين جمع الأريس . قال ابن ححر : الأريس قيل معناها الأكار ـ أي الفلاح ـ وقيل معناها الأمين، أي تقال للتابع والمتبوع ، والمعنى في الحديث صالح على الرأيين ، فإن كان المراد التابع فالمعنى أن عليك مثل إثم التابع لك ترك الدخول في الإسلام ، وإن كان المتبوع فكأنه قال فإن عليك إثم المتبوعين ، وإثم المتبوعين يضاعف باعتبار ما وقع لهم من عدم الإذعان إلى الحق من إضلال أتباعهم .(46)



أو تهديد بفعل كتهديد إبراهيم ـ عليه السلام ـ قومه بتكسيرأصنامهم في قوله تعالى : ( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ) (47)



ب ـ الغلظة بالقتال :

ويكون هذا مع أهل الحرب من الكفار . قال تعالى: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ). (48) قال ابن كثير: "معناه: غلِّظ عقوبتهم، وأثخنهم قتلاً؛ ليخاف من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة" (49) وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). (50)



قال القرطبي : أمر الله نبيه أن يجاهد الكفار بالسيف والمواعظ الحسنة والدعاء إلى الله. والمنافقين بالغلْظة وإقامة الحجة، وأن يعرّفهم أحوالهم في الآخرة. (51)



ويكون القتال بالترتيب الأقرب فالأقرب . قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) (52). قال القرطبيُّ: "أي: شدة وقوة" (53) وقال ابن كثير:أي: وليجد الكفار منكم غلظة عليهم في قتالكم لهم، فإنّ المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقًا لأخيه المؤمن،غليظًا على عدوه الكافر (54) أي ابدءوا بقتال الأقرب فالأقرب إليكم دارا دون الأبعد فالأبعد. وكان الذين يلون المخاطبين بهذه الآية يومئذ الروم، لأنهم كانوا سكان الشام يومئذ، والشام كانت أقرب إلى المدينة من العراق. فأما بعد أن فتح الله على المؤمنين البلاد، فإن الفرض على أهل كل ناحية قتال من وليهم من الأعداء دون الأبعد منهم ما لم يضطرّ إليهم أهل ناحية أخرى من نواحي بلاد الإسلام. (55) ، وقال قتادة: الآية على العموم في قتال الأقرب فالأقرب، والأدنىٰ فالأدنىٰ. (56)



ثانياً : الترتيب المضموني ( الموضوعي ):



والمقصود به موضوع الدعوة ، فلا بد أن يخضع هذا الترتيب لحال عقيدة المدعوين كما يلي :



1 ـ تقرير عقيدة الربوبية :

لقد فطر الله الناس على الفطرة عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ) ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (57) " (58) . والفطرة تدعو المرء إلى الاتجاه إلى الخالق ، لكن الإنسان تحيط به مؤثرات تجعله ينحرف حينما يتجه إلى المعبود الحق . (59) وتزداد المؤثرات على الإنسان فيعتقد بإيجاد الدهر له وللكون قال تعالى: ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (60) فأول مرتبة يبتدأ بها المدعو عند هؤلاء تقرير عقيدة الربوبية ودعوتهم إلى إفراد الله بالخلق والملك والتدبير وإيقاظ تلك فطرة التي خلقهم الله عليها ودعوتهم إلى التدبر بأنه لا بد لكل مخلوق إلى خالق، والتأمل في خلق الكون ومايحويه من مخلوقات من مد الأرض، ورفع السماء، وإيلاج الليل والنهار، وتكوير الكواكب، وتسخير الفلك، وتسيح الرعد، وإنزال الماء، وإرسال الرياح، وخلق الإنسان وتطور ذلك الخلق، وتصويره في الأرحام وتسخير الكون كله له، ووصف البعث، والجزاء وجميع الدلائل على قدرته، والدلالة على أنها الخالق والمالك لها ومدبرها واحد. والآيات على ذلك كثيرة .



2 ـ تقرير عقيدة الألوهية:

و الذين يخاطبون في هذا التقرير كثير وقد استطرد فيه القرآن كثيراَ سواء في دعوة أهل الكتاب أو مشركي العرب فقد ورد على ألسنة عدد من الرسل وهم نوح وهود و صالح وشعيب قوله تعالى:( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ) (61) وعلى لسان موسى كما ورد على لسان موسى لقومه في قوله تعالى: ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) (62) وعلى لسان عيسى عليه السلام قال تعالى: ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (63) وفي دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - كثير من ذلك منها قوله تعالى:( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا) (64) كما أنه صلى الله عليه وسلم أرشد إلى هذا المضمون أثناء بعث معاذ إلى اليمن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ـ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: ( إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِم ). (65)



ب : تقرير عمومية رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). (66)



ج : تعليمهم الفرائض والعبادات:

كما اتضح ذلك في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ في الحديث السابق .



ثالثاً : الترتيب المكاني:



وهذا المقام الثاني الذي أطلق عليه ابن القيم مراتب الدعوة وأشرنا إليه في أول المبحث وذكر أنها خمس مراتب حيث ذكر الأولى النبوة ، والصحيح أنها أربعة مراتب كمايلي :



المرتبة الأولى " إنذار عشيرته الأقربين " فعندما أمره الله بالقراءة في الآيات السابقة ، وأثبت له ربوبيته نهاه ألا يدع معه إله آخر وأن ينذر عشيرته الأقربين قال تعالى: (إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (67) عن أبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـُ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ قَالَ : ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ). (68)



المرتبة الثانية: " إنذار قومه " وبدأت هذه المرتبة بنزول قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (69) أي فاجهر به أظهر ما تؤمر به وبلغه علناً على رؤوس الأشهاد ،أو فرق بين الحق والباطل بما أمرك الله بتبليغه. (70) فأعلن الدعوة وجهر بها تنفيذاً لهذا الأمر من الله سبجانه وتعالى .



المرتبة الثالثة " إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة " قال تعالى: (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ) (71) فكان صلى الله عليه وسلم يستثمر تجمعات العرب في الحج فيعرض عليهم الإسلام .





المرتبة الرابعة: "إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر " وفي هذه المرتبة كانت الدعوة عن طريق إرسال الرسائل والرسل إلى الملوك ، وكذلك عن طريق الجهاد. (72)



رابعاً : الترتيب الإعلامي:



السرية:

فقد بدأت دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مكة، من أول نبوته سرا، بقوله تعالى: ( قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (73) واستمرت مدة الدعوة ثلاث سنين. (74)



الجهرية:

وهي المرحلة التي أمره الله تعالى أن يدعو الناس إلى الإسلام علنًا، مبتدأ بالأقربين كما قال تعالى: (إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (75) فبدأ بالأقربين ثم من حوله ثم الناس أجمعين كما بينا في الترتيب المكاني . فكان يذهب إلى الناس في مواسم الحج كل عام، وإلى المواسم الأخرى في عكاظ، ومجنة، وذي المجاز وغيرها من الأسواق العربية الشهيرة. (76)

قلت : وهذا خاص بدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أما غيرها ، فتكون سرية الدعوة وجهريتها بحسب مايستدعيه الحال وما تحيط به من ظروف .



خامساً : ترتيب الاتصال( الوسائل ):



1 ـ الاتصال المباشر:



أ : الاتصال الفردي:

قد تحتاج الدعوة إلى أن تكون فرديه ، وهذا يعد لعدة أسباب ،أما متعلقة بالمدعو كأن يكون صاحب سلطة ، ويكون له متبوعين كما في قصة موسى مع فرعون ، أو يكون له مكانة من الداعي كما في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب . فعن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قال : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي طَالِب : ( ٍ يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ... ) الحديث. (77)



ب : الاتصال الجماعي :

وهو دعوة الناس أو فئة منهم . عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَقُولُ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لَا يَسْكُتُ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ..... ) الحديث (78)



2- الاتصال بالمراسلات ( الغير مباشر ):

ويكون بإرسال الرسائل والرسل والوفود .



والاتصال لايكون بالترتيب بل يكون حسب الظروف المحيطة بالدعوة . وكذلك التراتيب الأخرى ليست على إطلاقها ، فقد تسبق مرتبة أخرى ، ماعدا مايتعلق بالترتيب الموضوعي فلابد من البدء بالعقيدة .



------------------------------------

(1) لسان العرب ، باب : الراء ، مادة رتب . مكتبة الحديث الشريف ، شركة العريس الإصدار الثامن .

(2) فيض القدير ، 1 / 105 .

(3) انظر مفتاح دار السعادة ، ابن القيم ، ، 1 / 474. انظر المعجم الوسيط ، مرجع سابق ، 2/ 1050، حرف الواو ، مادة وضع . موسوعة أخلاق القرآن ، مرجع سابق ، 1 / 68.

(4) انظر زاد المعاد ، ابن القيم ، 1 / 86 .

(5) سورة النحل ، آية رقم : 125.

(6) فيض القدير ، 1 / 105 .

(7) سورة طه ، آية رقم : 43، 44.

(8) سورة النازعات ، آية رقم : 18ـ 19

(9) سورة طه ، آية رقم : 47.

(10) سورة مريم ، آية رقم : 41 ـ 45 .

(11) التفسير الكبير ، الإمام فخر الدين الرازي ، ت 606، ط بدون رقم [ بيروت ، دار إحياء التراث ، 1415هـ/ 1995م] ، 21/ 545.

(12) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي [ بيروت مؤسسة الرسالة ، الطبعة السادسة ، 1417هـ / 1997م ]، ص 444.

(13) التحرير والتنوير ، ابن عاشور ، 5 / 108.

(14) تعريفات سيد شريف ط بدون رقم [ استنابول ، مطبعة أحمد كامل ، 1327هـ] ، ص : 16 ، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، قام باخراج هذه الطبعة ابراهيم انيس وآخرون ، ط بدون رقم و تاريخ[ استانبول ، المكتبة الاسلامية] ، 2 / 925 .

(15) انظر الاحتساب باللسان ، فاطمة بنت صالح الجارد ، رسالة ماجستير مطبوعة تحت النشر ، [ ط 1 ، 1426هـ / 2005 م ، الرياض ، دار المؤيد ، ] ص : 138 .

(16) إحياء علوم الدين ، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ، ط[ بيروت ، المكتبة العصرية للطباعة والنشر ، الطبعة الثانية ، 1417هـ /1996م ] ، 2 / 444.

(17) سورة هود ، آية رقم : 57.

(18) الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، للإمام محمود بن عمر الزمخشري، ت 528هـ ، رتبه وضبطه وصححه مصطفى حسين أحمد ، د . ط ، د . ت ، د . م [دار الكتاب العربي] ، 2 / 241.

(19) سورة هود ، آية رقم : 120.

(20) جامع البيان في تأويل القرآن ، الطبري ، 12/ 87.

(21) الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، 9/ 116.

(22) سورة سبأ ، آية رقم : 46.

(23) سورة النحل ، آية رقم : 90.

(24) سورة النحل ، آية رقم : 90.

(25) أخرجه أحمد ، وصححه المحقق أحمد شاكر ، حاشية المسند ، 3 / 285 ، ح : 2922وقال : ابن كثير : إسناد جيد متصل حسن .

(26) انظر الاحتساب باللسان ، المرجع السابق ، ص : 191 ـ 194 .

(27) أخرجه البخاري ، ك : العلم ، ب : تعليم الرجل أمته وأهله ،1 / 48 ، ح : 97 ، ومسلم ، ك : الإيمان ، ب : وجوب الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم 1 /134 ، ح : 154.

(28) الجامع لأحكام القرآن ، محمد بن أحمد الانصاري القرطبي، ط بدون رقم [ بيروت ، دار إحياء التراث ، ، 1405هـ / 1985م ] ، 7 / 77.

(29) سورة النحل ، آية رقم : 125.

(30) سورة البقرة ، آية رقم : 258

(31) سورة الشعراء ، آية رقم : 23ـ 29 .

(32) سورة الجاثية ، آية رقم : 24 ـ 28 .

(33) سورة آل عمرآن ، آية رقم : 64 .

(34) المفرادت في غريب القرآن ، ابو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني ، تحقيق ، محمد سيد كيلاني ، د. ت ، د . ت ، [ بيروت ، دار المعرفة ] ، ص : 63، مادة : بهل .

(35) سورة البقرة ، آية رقم : 111 .

(36) سورة البقرة ، آية رقم : 80 .

(37) سورة البقرة ، آية رقم : 94 ـ 96 .

(38) انظر أصناف المدعوين وكيفية دعوتهم ، د . حمود بن أحمد الرحيلي ، [ ط 1 ، 1414هـ الرياض ، دار العاصمة ] ص : 44 ـ 45 .

(39) تفسير الفرآن العظيم ، ابن كثير القرشي الدمشقي ، د.ط ، د.ت[ الرياض ، مكتبة الرياض الحديثة ] 1 / 220.

(40) جامع البيان في تفسير القرآن ، 1/ 336 .

(41) سورة آل عمران ، آية رقم : 61 .

(42) صحيح مسلم ، ك : فضائل الصحابة ، ب : فضائل علي رضي الله عنه ، 15 / 147 ، ح : 6173 .

(43) صحيح البخاري ، ك : المغازي ، ب : قصة أهل نجران ، 8 / 427 ، ح : 4273

(44) سورة آل عمران ، آية رقم : 63

(45) أخرجه البخاري ، ك : بدء الوحي ، ب : بدء الوحي ،1 / 9 ، ومسلم ، ك : الجهاد والسير ، ب : كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل 3 / 1396 .

(46) فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ابن حجر 8 / 178.

(47) سورة الأنبياء ، آية رقم : 57.

(48) سورة التوبة ، آية رقم : 57 .

(49) تفسير القرآن العظيم ، 4 / 69 .

(50) سورة التوبة ، آية رقم : 73 .

(51) الجامع لأحكام القرآن ، 18 / 201 .

(52) سورة التوبة ، آية رقم : 123 .

(53) الجامع لأحكام القرآن ، 8 / 297 .

(54) تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، 2 / 41 .

(55) جامع البيان في تفسير القرآن ، 11 / 52 .

(56) الجامع لأحكام القرآن ،القرطبي ، 8/ 297 .

(57) سورة الروم ، آ ية رقم : 30.

(58) صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل البخاري د . ط ، د . ت [ بيروت ، دار إحياء التراث العربي] ك : الجنائز ، ب : إذا أسلم الصبي ومات هل يصلى عليه ، 1 / 456، ح : 1292، ورواه مسلم ، صحيح مسلم ، أبو الحسن مسلم بن الحجاج ، ط بدون رقم [ بيروت ، دار ابن حزم ، 1416هـ ] ك القدر ، ب : معنى كل مولود على الفطرة ، 4 / 2047 ، ح : 2658.

(59) العقيدة في الله ، عمر الأشقر ،[ عمان ، دار النفائس ، الطبعة العاشرة ، 1415هـ / 1995م ] ص 69 .

(60) سورة الجاثية ، آية رقم : 24.

(61) سورة هود ، آية رقم : 50 .

(62) سورة طه ، آية رقم : 98.

(63) سور ة المائدة ، آية رقم : 72.

(64) سورة الجن ، آية رقم : 20.

(65) أخرجه البخاري ، ك : الزكاة ، ب : أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا ،2 / 544 ، ح : 1425. ، ومسلم ، ك : الإيمان ، 1 / 50 ، ح : 19

(66) سورة سبأ ، آية : 28 .

(67) سورة الشعراء ، آية رقم : 213_214.

(68) أخرجه البخاري ، ك : الوصايا ، ب : هل يدخل الولد والنساء من الاقارب ، 3 / 1013 ، ح : 2602. ومسلم ، ك : الإيمان ، ب : قوله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ، 1 / 193، ح : 204.

(69) سورة الحجر ، آية رقم : 94.

(70) انظر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، محمد الأمين الشنقيطي ، [ بيروت ، دار احياء التراث العربي ، الطبعة الأولى ، 1417هـ / 1996م ] ، 2/ 105.

(71) سورة القصص ، آية رقم : 46.

(72) انظر زاد المعاد في هدي خير العباد ،ابن قيم الجوزية ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ،عبد القادر الأرنؤوط ، ط [ بيروت ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الرابعة عشر ، 1407هـ / 1986م ]، 1 / 86 .

(73) سورة المدثر ، آية رقم : 2 ـ 3 .

(74) أثر الهجرة على تطور الدعوة الإسلامية وانتشارها في أنحاء العالم، للدكتور محي الدين الألواني ، www.iu.edu.sa/Magazine ، وانظر الدعوة الإسلامية في عهدها المكي ، رؤوف شلبي [ط 3 ،1403 هـ / 1983م ، الكويت ، دار القلم ] ص : 293 .

(75) سورة الشعراء ، آية رقم : 213_214.

(76) الجامع لأحكام القرآن ،القرطبي ، 8/ 297 .

(77) أخرجه البخاري ، ك : تفسير القرآن ، ب : قوله تعالى:( إنك لا تهدي من أحببت) ، 4 / 1788 ، ح : 4494 ، ومسلم ، ك: الإيمان ، ب : الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ، 1/ 54،ح : 24.

(78) أخرجه أحمد ، 4/ 341 ، ح : 19026 . وصححه المحقق أحمد شاكر ، انظر حاشية المسند ، 12 / 419 ، ح : 15965.





المصدر : موقع دعوتها

أكمل قراءة الموضوع ...


المصدر: http://raykcool.blogspot.com/2010/04/alert-script.html#ixzz1hDmlGpQd